1L
17- حديث ابنِ عُمَرَ : «أَنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ و معه جَمَلٌ جَزُورٌ (1) ، و بُرْدَةٌ فَلُوتٌ ».
قال أَبو عُبيد: أَراد أَنها صَغِيرةٌ لا ينْضَمُّ طَرَفاهَا، فهي تُفْلِتُ من يَدِه إِذا اشْتَمَلَ بها.و عن ابن الأَعْرَابيّ: الفَلُوتُ : الثَّوْبُ الذي لا يَثْبُتُ على صاحبهِ لِلِينِه أَو خُشُونَتِهِ،
16- و في الحديث : «و هو في بُرْدَةٍ له فَلْتَةٍ ».
أَي ضَيِّقَة صغيرَةٍ لا يَنْضَمُّ طرَفَاهَا، فهي تَفَلَّتُ من يدِهِ إِذا اشْتَمَلَ بها[فسمّاها بالمرَّة من الانفلات] (2) يقال: بُرْدُ فَلْتَةٌ و فَلُوتٌ ، كذا في لسان العرب.و أَراه يَتَفَلَّتُ إِلى صُحْبتِك، من تَفَلَّتَ إِلَيْهِ إِذا نَازَعَ فيه (3) .
و تَفَلَّتَ عَلَيْه إِذا تَوَثَّبَ،
16- و في الحديث : «إِنَّ عفْريتاً مِن الجِنِّ تَفَلَّتَ عليَّ البَارِحَةَ «أَي تَعرّضَ لي في صَلاتي فَجْأَةً، و تقول: لا أَرى لك أَن تَتَفَلَّتَ إِلى هذا، و لا أَن تَتَلَفّت (4)
إِليه.
و في الأَساس: فَالَتَهُ به مُفَالَتةً و فِلاَتاً : فاجَأَه.
و الفِلاَتُ المُفَاجَأَةُ نقلَه الصّاغَانيّ و سيأْتي في ف ل ط أَنَّ الفِلاطَ بمعنى المُفَاجأَة لغةُ هُذَيْلٍ، نقله الجوهَريّ و غيره.
و سَمَّوْا أَفْلَتَ و فُلَيْتاً (5) و فَلِيتَةً ، كأَحْمَدَ و زُبَيْرٍ و سَفِينَة، فمن الأَول: أَفْلَتُ بنُ ثُعَلَ بنِ عَمْرِو بن سلسلة الطّائيّ، أَبو غَزِيَّةَ و عَدِيٍّ أُمراءِ الحجاز و العراقِ، و من الثاني: فُلَيْتٌ العَامِرِيُّ عن حَبْرَةَ بنتِ دِجَاجَة، و آخرون، و من الثالث فَلِيتَةُ بنُ الحَسَن بن سُلَيْمَان بن مَوْهُوبٍ الحَسَنِيّ بيَنْبُعَ، و الأَمِير الشُّجَاعُ فَلِيتَةُ بنُ قاسِمِ بنِ محمَّد بن جَعْفَرٍ الحَسَنِيّ، ابن أَخي شُمَيْلَة، الذي سمع على كريمَةَ المَرْوَزِيّة، مَلَكَ مَكَّةَ بعد أَبيه، و توفي سنة 527، و شُكْر، و مُفَرِّج، و مُوسى، بنو فَلِيتَةَ هذا، وصَفَهم الذَّهَبِيّ بالإِمارة.
2Lقُلْتُ: و الشريفُ تاجُ الدين هاشِمُ بن فَلِيتَة ، وَلِيَ مكّة، و كذا ولده قاسِم بن هاشمٍ، و منهم الأَمير قُطْبُ الدين عيسى بنُ فَلِيتَةَ وَليَ مكةَ أَيضاً، و حَفِيدُه الأَمير محمد بنُ مُكْثِر بن عيسى، هو الذي أَخذ عنه مكّةَ قَتَادةُ بن إِدريسَ بنِ مُطَاعِن الحَسَنِيٌ جَدُّ الأُمراءِ الموجودينَ الآن، كذا ذكرَه تاج الدين بن معية النَّسَابة، و ذكر عبدُ اللََّه بنُ حَنْظَلةَ البَغْدَاديّ في تاريخه: أَن قَتَادَةَ أَخَذَ مَكَّةَ من يَد مُكْثِرِ بنِ عيسى سنة 597.
و أَبو فَلِيتَةَ قاسمُ بنُ المُهَنَّى الأَعْرَجُ الحُسَيْنِيّ: أَميرُ المدينةِ زَمنَ المُسْتَنْصِرِ العباسيّ، و أَخَذَ مكةَ و تولاَّهَا ثلاثَة أَيامٍ في موسمِ سنة 571.
و فَرَسٌ فِلْتَانٌ ، بالكَسْرِ، و يُحَرَّكُ، و فُلَتٌ كصُرَدٍ، وَ فُلَّتٌ ، بضم فتشديد مثل قُبَّرٍ، أَي سَريعٌ، نقله الصاغانيّ هكذا، و قد تقدَّمَ النقلُ عن الثِّقَاتِ أَن الفَلَتَانَ ، مُحَركةً:
الفَرَسُ النَّشِيطُ الحديدُ الفؤادِ السَّرِيعُ، و جمعه الفِلْتَانُ ، بالكسر، عن كُرَاع.
وَ مَا لَكَ منه فَلَتٌ ، مُحَرَّكَةً (6) ، أَي لا تَنْفَلِتُ مِنْه، أَي لا تَخْلُصُ.
و من المجاز فَلَتَاتُ المَجْلِسِ: هَفَوَاتُه وَ زلاَّتُه.
14- و في حديثِ صِفةِ النّبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم «و لا تُنْثَى فَلْتَاتُهُ ».
أَي زَلاَّتُهُ، و المعنى: أَنَّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم يَكُنْ في مجلسه فَلَتَاتٌ فتُنْثَى (7) ، أَي تُذْكَرُ، أَو تُحْفَظُ و تُحْكَى، و قيل: هذَا نَفْيٌ للفَلَتَاتِ و نَثْوِها، كقول ابن أَحمرَ:لا تُفْزِعُ الأَرْنَبَ أَهْوَالُهَا # و لا تَرَى الضَّبَّ بِها يَنْجَحِرْ
لأَنَّ مجلِسَه كان مَصُوناً عن السَّقَطاتِ و اللَّغْو، و إِنّما كان مجلِسَ ذِكْرٍ حَسَنٍ، و حِكَمٍ بالِغَةٍ، و كلامٍ لا فُضُولَ فِيهِ.
*و مما يُسْتَدْرك عليه:
قولهم: افْتَلَتَ عليه، إِذا قَضَى عليه الأَمْرَ دُونَه، و في المُسْتَقْصى: أَفْلَتَ و انْحَصَّ الذَّنَبُ.
و أَفْلَتَ بِجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، و قد تقدّم.
____________
(1) كذا بالأصل و اللسان و التهذيب و في غريب الهروي و الكامل للمبرد «الجرور»بالراء. قال أبو عبيد: الجمل الجرور يعني الذي لا ينقاد و لا يكاد يتبع صاحبه. قال المبرد: إنما يجر بالحبل.
(2) زيادة عن اللسان و النهاية.
(3) الأساس: إليه.
(4) عن الأساس و بالأصل «تتفلت».
(5) بالأصل «فليت».
(6) اللسان: فَلْتٌ ضبط قلم.
(7) في التهذيب: تُفْشى.
ـ