عن ذلك الأمر، فقال: إن دابر هؤلاء، و في قراءة ابن مسعود. و قلنا: أَنَّ دََابِرَ هََؤُلاََءِ و دابرهم آخرهم، يعني يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد و قوله: مُصْبِحِينَ أي حال ظهور الصبح.
في قوله تعالى وَ جََاءَ أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ إلى قوله إِنْ كُنْتُمْ فََاعِلِينَ اعلم أن المراد بأهل المدينة قوم لوط، و ليس في الآية دليل على المكان الذي جاءوه إلا أن القصة تدل على أنهم جاءوا دار لوط. قيل: إن الملائكة لما كانوا في غاية الحسن اشتهر خبرهم حتى وصل إلى قوم لوط. و قيل: امرأة لوط أخبرتهم بذلك، و بالجملة فالقوم قالوا: نزل بلوط ثلاثة من المراد ما رأينا قط أصبح وجها و لا أحسن شكلا منهم فذهبوا إلى دار لوط طلبا منهم لأولئك المراد و الاستبشار إظهار السرور فقال لهم لوط لما قصدوا أضيافه كلامين:
الكلام الأول: قال: إِنَّ هََؤُلاََءِ ضَيْفِي فَلاََ تَفْضَحُونِ يقال فضحه يفضحه فضحا و فضيحة إذا أظهر من أمره ما يلزمه به العار، و المعنى أن الضيف يجب إكرامه فإذا قصدتموهم بالسوء كان ذلك إهانة بي، }ثم أكد ذلك بقوله: وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ وَ لاََ تُخْزُونِ }فأجابوه بقولهم: أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ اَلْعََالَمِينَ و المعنى: ألسنا قد نهيناك أن تكلمنا في أحد من الناس إذا قصدناه بالفاحشة.
و الكلام الثاني: مما قاله لوط قوله: هََؤُلاََءِ بَنََاتِي إِنْ كُنْتُمْ فََاعِلِينَ قيل: المراد بناته من صلبه، و قيل:
المراد نساء قومه، لأن رسول الأمة يكون كالأب لهم و هو كقوله تعالى: اَلنَّبِيُّ أَوْلىََ/بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوََاجُهُ أُمَّهََاتُهُمْ [الأحزاب: 6]و في قراءة أبي و هو أب لهم، و الكلام في هذه المباحث قد مر بالاستقصاء في سورة هود عليه السلام.
أما قوله: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فيه مسائل:
المسألة الأولى: العمر و العمر واحد و سمي الرجل عمرا تفاؤلا أن يبقى و منه قول ابن أحمر: