الرجل عليها و القيام بخدمتها و نفقتها و وضعها دون الحجاب الذي يحفظ لها كرامتها و يديم عليها بهجتها لا يجد في المجتمع ما يؤيده و يساعده لأن الناس مغرمون بالتشريعات التي تبيح للمرأة الاختلاط بالرجال و مثل هذه التشريعات تحمل المرأة على أن تترجل و تحمل الرجل على أن يتخنث.
الحق أقول لك أيها السائل: إن في النفس شيئا كثيرا، و يكفي أن أقول لك: إن الرسالة الأزهرية لا يتم أداؤها إلا إذا تعاون معهم أهل السلطان، و هذا هو المنتظر بعد أن يتم القضاء على الاستعمار و أذنابه.
الأزهري و واجبه الديني و الروحي
يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم و يأبى اللّه إلا أن يتم و نوره و لو كره الكافرون. ضلت الإنسانية و ذلت البشرية، إن لم تهتد بنور الإسلام المشرق. و ترو سحابة المغدق و تستظل بظله الوارف الأمين. و ساء مثل الأمم و الشعوب إن لم تؤمن بهذه الشريعة الباقية الخالدة، و ذلك الكتاب السماوي الحكيم، الذي جاء به محمد (صلى اللّه عليه و سلّم) نورا و هدى للناس و روحا و ذكرى للعالم و للمؤمنين. و شاهت وجوه أولئك الوارثين لمجد الإسلام الخالد و تراثه التليد. إن لم يضربوا أروع المثل في سبيل اللّه و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره الكافرون كما ضرب أسلافهم الأرواع المشابيب أكرم الأمثال و قاموا بأروع التضحيات و الجهاد، لتكون كلمة اللّه هي العليا. لقد وقعت المعجزة منذ أربعة عشر قرنا: على يدي هادي الإنسانية و ناشر السلام و علم الدنيا و الآخرة محمد (صلى اللّه عليه و سلّم)، و على أيدي أصحابه الأبطال الميامين، فعلت كلمة الحق، و نشرت راية الفضيلة، و رفع لواء الحضارة و المدنية و الثقافة، و ظهرت على دول العالم القديم الأمة الإسلامية المؤمنة، فكان لها الفوز الأكبر، و النصر المؤزر، و الكلمة العليا، و الشرف العظيم. فلم لا يقوم الأزهر بمثل تلك المعجزة من جديد؟
فيقودها ثورة صارمة في وجه الباطل، و هداية حكيمة تملأ مشارق الأرض