و بالجملة انّ المائز بين ما اعتبر من باب التّعبّد المحض، و ما اعتبر من باب الكشف و الطّريقيّة بعد اشتراكهما في لزوم ترتيب الأثر الشّرعيّ على ما يؤدّيان إليه انّ الأثر المترتّب عليه، لا بدّ ان يكون بلا واسطة امر عقليّ أو عاديّ فيما كان اعتباره من باب التّعبّد، كالاستصحاب على المختار، بناء على عدم حجّيّة الأصل المثبت، بخلاف ما إذا كان اعتباره من باب الطّريقيّة كالخبر، و أين هذا بما إذا لم يكن بينه و بين الأثر الشّرعيّ ترتّب، بل كان ترتّبه من باب الاتّفاق و تقدير صدق الاخبار واقعاً، فتدبّر.
قوله (قده): و منها انّ المسألة أصوليّة فلا يكتفي فيها بالظّنّ، و فيه الظّهور اللّفظي- إلخ-.
ظاهره كما لا يخفى توهّم نفي اعتبار مطلق الظّنّ في الأصول مطلقا، دون الفقه و إثبات اعتبار الظّنّ الخاصّ في الفقه و أصوله، مع انّ الظّنّ المطلق الّذي ثبت اعتباره بدليل الانسداد يكون معتبراً فيها على ما هو مختاره، و يقتضيه التّحقيق على ما سيأتي بيانه، و ان ذهب إلى اختصاص اعتباره بالفقه و بأصوله طائفة، و الظّنّ الخاصّ يتّبع دليله في اتباعه في كليهما أو في الفقه، دون أصوله أو بالعكس، لصلاحيّته لكلّ منهما، كما لا يخفى.
قوله (قده): و منها انّ المراد بالفاسق مطلق الخارج عن طاعة اللَّه، و لو بالصّغائر- إلخ-.
و فيه انّ إرادة مطلق الخارج عن طاعة اللَّه تعالى عن الفاسق، لا يوجب انحصار غيره في المعصوم، و من كان دونه، ضرورة انّ من بلغ الحلم و لم يعص أصلاً، لم يخرج عن طاعته تعالى حقيقة، و ان لم يكن ذلك عن مكلة، كما لا يخفى؛ فضلاً عن ان يكون معصوماً، أو من كان دونه.
و امّا ما أفاده- قدّه- في الجواب، ففيه انّ إرادة خصوص الكافر من الفاسق بقرينة المقابلة مع المؤمن أو غيرها، لا يقتضى ان لا يراد منه مطلق الخارج عن طاعة اللَّه تعالى، كافراً كان أم لا، إذا لم يكن هناك قرينة على إرادة خصوصه، كما انّه لا شاهد لدعوى انّ الفاسق بحسب عرفنا المطابق للعرف السّابق، هو خصوص الخارج عن طاعته تعالى بالمعاصي الكبيرة، لوضوح عدم تفاوت بين المعاصي، صغائرها و كبائرها في نظر العرف في إطلاق الفاسق على من ارتكبها أ لك شكّ في إطلاقه عرفاً على من يلعب مع الأجنبيّة و يقبّلها و يلمس بدنها و يفعل بها، ما لم يوعّد عليه النّار، و إطلاقه على خصوص مرتكب الكبائر في قبال العادل الّذي لم يعتبر فيه إلاّ الاجتناب عنها، و عن الإصرار على الصّغائر، لا يوجب ظهوره في ذلك عند إطلاقه؛ ضرورة انّه كان بقرينة المقابلة. و لفظ